بحـث
المواضيع الأخيرة
تابع الناسخ والمنسوخ 4أنواع النسخ في القرآن
صفحة 1 من اصل 1
تابع الناسخ والمنسوخ 4أنواع النسخ في القرآن
أنواع النسخ في القرآن الكريم من حيث بقاء نص التلاوة، وبقاء الحكم، أو رفعهما. قال ابن عطية: "والنسخ التام: أن تنسخ التلاوة والحكم، وذلك كثير، وقد تنسخ التلاوة دون الحكم، وقد ينسخ الحكم دون التلاوة. والتلاوة والحكم حكمان؛ فجائز نسخ أحدهما دون الآخر"(7). وبذلك يمكن تقسيم أنواع النسخ في القرآن من حيث هذه الوجهة إلى ثلاثة أقسام: 1- نسخ الحكم مع بقاء التلاوة: وذلك بأن ينسخ الحكم الشرعي المتضمن في الآية الكريمة، مع بقاء نص الآية يتلى ويكتب في المصحف. وهذا النوع من النسخ فرض على الفقيه تمييزه في نصوص الكتاب والسنة، وذلك لما له من الأثر في الأحكام العملية، وورود الخلاف عن طريق الاشتباه فيه، وهو الذي اجتهد المصنفون في باب النسخ على تتبعه وجمعه. ومثاله: قوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا**. [النساء/ 15]. نسخ بقوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة**. [النور/ 2]. كما ثبت ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما(. 2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم: وهو قليل الوجود في النصوص المنقولة إلينا، وثبوت حكمه مع نسخ تلاوته إنما عرف من طريق النقل الثابت(9). ومن الناس من رد وجود هذا النوع من النسخ، وتعرض لبعض الأحاديث الواردة فيه بالتضعيف، ولأخرى بالتأويل، غير أنه لم يتعرض لطائفة منها صحيحة. ومثاله: ما روي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: "لقد كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة؛ لابتغى إليهما آخر، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب"(10). 3- نسخ التلاوة والحكم: وهو نوعان: الأول: ما بلغنا لفظه أو موضوعه؛ كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان فيما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرّمن، ثم نُسخت بخمسٍ معلومات"(11). الثاني: ما بلغنا مجرد الخبر عنه ورُفع منه كل شيء، كما في حديث زر بن حُبيش رضي الله عنه قال: "قال لي أبي بن كعب: كأيّن تُقرأ سورة الأحزاب؟، أو: كأين تعدُّها؟. قال: قلت له: ثلاثا وسبعين آية، فقال: قط؟، لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة"(12). الفصل السادس: الحكمة من النسخ النسخ جار مع مقاصد الشرع لتحقيق مصلحة المكلف: 1- فتارة ينزل الوحي بالحكم الشاق على المكلّفين لأجل اختبارهم وامتحان صدق إيمانهم. كما مضى في آية: {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله**. ونسخها بآية: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها**...الآية. فخفف الله تعالى عن الأمة ولم يؤاخذهم بما لا طاقة لهم به. 2- وتارة لتدرج الناس بالتشريع، لحداثة الناس بالجاهلية، ولا يخفى ما فيه من تأليف قلوبهم بالإسلام، وتهيئتهم لما أريدوا له من نصر دين الله. ومثاله: التدرج في تحريم الخمر، وكذا التدرج في عدد الصلوات المشهور في حديث الإسراء والمعراج. وقد مضى ذلك. 3- كما أنه من حكم النسخ: إظهار نعمة الله عز وجل بما يرفع به من الحرج والضيق بنوع سابق من أنواع التكليف، ومن مثال ذلك زيادة على ما مضى: عدة المرأة، فقد كان بداية عاما كاملا، كما في الآية: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج**. [البقرة/ 240]. فنسخ الله تعالى ذلك بقوله: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا**. [البقرة/ 234]. 4- كما يقع بالنسخ تطييب نفس النبي صلى الله عليه وسلم ونفوس أصحابه بتمييز هذه الأمة على الأمم وإظهار فضلها. ومثاله تغيير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة كما مضى بيانه. وبالجملة؛ فقد قال الإمام الشافعي: "إن الله خلق الخلق لما سبق في علمه مما أراد بخلقهم وبهم، لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب، وأنزل عليهم الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة، وفرض فيه فرائض أثبتها وأخرى نسخها، رحمة لخلقه بالتخفيف عنهم، وبالتوسعة عليهم، زيادة فيما ابتدأهم به من نعمه، وأثابهم على الانتهاء إلى ما أثبت عليهم جنته والنجاة من عذابه، فعمتهم رحمته فيما أثبت ونسخ، فله الحمد على نعمه"(14). (1) "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 66). (2) حديث صحيح، أخرجه مسلم (رقم: 1690). (3) "المقدمات الأساسية" (ص257). (4) حديث صحيح: أخرجه مسلم (رقم: 2025 عن أبي سعيد، و2024 عن أنس رضي الله عنهما). (5) حديث صحيح متفق عليه: أخرجه البخاري (رقم: 1556، 5294)، ومسلم (رقم: 2027). (6) "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 65). (7) "التحرير الوجيز" (120). ( حديث حسن: أخرجه أبو داود (رقم: 4413). (9) "المقدمات الأساسية" (ص261). (10) حديث صحيح: أخرجه أحمد (32/ 31، رقم: 19280)، والبزار (رقم: 3639 – كشف الأستار)، والطبراني في "الكبير" (5/ 207، رقم: 5032). (11) حديث صحيح: أخرجه مالك في "الموطأ" (رقم: 1780)، ومسلم (رقم: 1452). (12) حديث صحيح: أخرجه الطيالسي في مسنده (رقم: 540)، وعبد الرزاق في "المصنف" (رقم: 5990)، والنسائي في "السنن الكبرى" (رقم: 7150) وغيرهم). (13) "الرسالة" (ص106). ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، تــــــــــــــــــــــــــــــــــم | |
مواضيع مماثلة
» تابع الناسخ والمنسوخ شروط ثبوت النسخ
» تابع الناسخ والنسوخ 3طريق معرفة النسخ
» الناسخ والمنسوخ في القران الكريم
» تابع المكي والمدني 2
» تابع المكي والمدني 3
» تابع الناسخ والنسوخ 3طريق معرفة النسخ
» الناسخ والمنسوخ في القران الكريم
» تابع المكي والمدني 2
» تابع المكي والمدني 3
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس فبراير 04, 2010 7:07 pm من طرف admin
» دبابيس.. للفات حجاب مميزة
السبت يناير 02, 2010 5:46 pm من طرف مازن
» ترحيب بامير الجنوب امير بكلمتى
الجمعة يناير 01, 2010 8:33 am من طرف admin
» قصيدة طالب مقهور من مادة الرياضيات
الخميس ديسمبر 31, 2009 6:28 pm من طرف admin
» تدرون وش سوا زوجها فيها بعد النفاس؟؟
الخميس ديسمبر 31, 2009 6:22 pm من طرف admin
» تخطيط واحد على وشك الزواااج
الخميس ديسمبر 31, 2009 6:09 pm من طرف إْمير بكلمتى
» الفرق بين الحبيب والخاطب والمتزوج
الخميس ديسمبر 31, 2009 12:11 pm من طرف admin
» نكتـــــــــــــــــــــــــة المـو ســــــــــــم00
الخميس ديسمبر 31, 2009 12:09 pm من طرف admin
» قووووووووووووويه
الخميس ديسمبر 31, 2009 12:08 pm من طرف admin